في صباح أحد الأيام و اثناء سيري متوجها الى العمل كأي يوم رأيت أحد محلات المحمول يضع يافطه كبيره مكتوب عليها هذه العباره " عفوا ليس هذا زمن الشرفاء ( كلنا فاسدون ) "
و تعجبت كثيرا عند قرائتي لهذه العباره و خطرت في بالي تساؤلات كثيره في تلك اللحظه .
هل صحيح أنه ليس هذا زمن الشرفاء و أننا جميعا فاسدون ؟؟ هل أعترفنا أننا فاسدون و أننا ليس بيننا شريف ؟؟ و ان كنا كلنا فاسدون هل نتوقف عند هذا الأعتراف بالفساد ؟؟
لم اجد اجابه واحده على اي من تلك الأسئله المطروحه في ذهني ، و لكنني قررت أخيرا ان ألتقت صورة لهذا المحل لأممرها على الأهل و الأصدقاء علهم يجدون اجابات لتلك الأسئله .
و لكنني كلما مررت الصوره على اي صديق أجده يضحك و يسكت !! ثم أخر يضحك و يسكت !! فتعجبت أكثر من رد الفعل عند مشاهدة الصوره . فلم يحاول اي منهم التعليق على العباره المكتوبه سوى بضحكه مكتومه !!
لم يحاول أياً منهم تبرئة نفسه مثلا أو التنصل من تلك العباره أو مهاجمه صاحب المحل أو حتى الأعتراف بالفساد كصاحب هذا المحل ، و لكن أتفقوا كلهم على رد فعل واحد وهو هذه الضحكه أو الأبتسامه الخفيفه و عدم التعليق على الصوره بأي كلمه . و كأن هذه الأبتسامه هي أعتراف ضمني بالفساد
و لكن ! ان كنا أعترفنا بالفساد لماذا لا نحاول التخلص منه و القضاء عليه ؟ لماذا نتوقف عند الأعتراف بالفساد ؟ و هل وصل بنا الحال أنه ليس بيننا شريف ؟
يوما بعد الأخر تزداد الأسئلة و تزداد حيرتي ، حتى قررت أخيرا كتابة هذه الكلمات و ارفاقها بالصوره .
ربما يقرأها شريف و يدافع عن نفسه ، أو فاسد يرغب في التخاص من فساده و يجد حلا للقضاء على هذا الفساد ، أو أخر يروي لنا سبب تمسكه بفساده !!